ICYMI: السؤال:
السلام عليكم
اتمنى الاجابة بسرعة
انا تقدم لخطبتي رجل طبيب وكما أتمنى من حيث المواصفات كلها لكن المشكلة أني محجبة ووالدتي منتقبة أما اهله غير محجبات اطلاقا والدته واخواته
مشكلتي أنني لا اعرف دينه شخصيا ولم اقابله ولست قادرة على تحديد قراري في مقابلته واعطاءه فرصة أم لا علما أن هناك احتمالا ان يكون مختلفا عن عائلته لانه اختارني محجبة ماذا افعل ؟ هل يندرج هذا تحت بند من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ؟ اريد الاستشارة
(يرجى حجب السؤال عن الموقع واجابتي بشكل خاص) وشكرا جزيلا
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين به في حياتك وآخرتك.
أولا: إننا نحمد الله إليك تدينك وأخلاقك وهذه إحدى سمات الأخت المسلمة التي نسأل الله أن يزيدك إيمانا وأن ينور قلبك، وأنت تعلمين -أيتها الفاضلة- أن من ثمار بركات الإيمان أن العبد يوقن ويعلم أن كل شيء قدره الله -عز وجل- قبل خلقه، وأن ما كان له سيأتيه، فلا ينفع الحرص في جلب ما منعه الله، ولا يعوق عطاء الله شيء، فعَنْ عبد الله بن عمرو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "فَرَغَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ مَقَادِيرِ الْخَلْقِ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"، وفائدة الإيمان بهذا الأمر أن صاحبه يجد الرضا ويستشعر حلاوته، فإذا قدر الله أن يكون هذا الشاب زوجا لك فسيكون لا محالة، وإذا كانت الأخرى فحرصك واجتهادك لا يستجلب ما منعه الله.
ثانيا: كل قضاء بحكمة: وهذا من لوازم الإيمان، فالله يختار لعبده الخير، وكل شيء يقع في ملك الله -عز وجل- هو لحكمة قد نغفل عنها اليوم وندرك كنهها غدا، وقد يصدمنا الواقع لندرك بعد فترة أن اختيار الله لنا كان هو الأسلم والأفضل، ولذلك من بركات الإيمان إن صاحبه مسلم لله في كل شيء ومؤمن بأن ما وقع له هو الخير لا محالة ويكفينا في ذلك قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}. فالتسليم لله في كل شيء هو الأسلم للعبد فإن وقع ما أراد فليحمد الله عليه ، وإن وقع ما يكره فليعلن أن الخير من وراء ذلك متذكرا قول الله تعالى:"فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا".
ثالثا: الأخذ بالأسباب منهج شرعي وهو واجب عليك في مثل تلك الحالة التي تتحدثين عنها، فليس من الحكمة ولا الشرع الموافقة على من جهلت حاله، وعليه فلابد لك ابتداء من عدة أمور نذكرها فيما يلي:
أ- الاستخارة قبل اتخاذ أي قرار.
ب- الاستشارة وسؤال أهل الفضل والحكمة ممن يعرفون الشاب وأهله ليخبروك بما عليه حاله.
ج- اتخاذ القرار بعد ذلك والرضى عنه، فإن هذا هو الخير.
ولا شك أن أمر الدين والخلق من أهم الأمور التي ينبغي أن تحرص عليها الفتاة، لقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، وبالسؤال عنه، في مكان عمله ومسجده ومحيطه ستعرفين ذلك، فإن كان صاحب دين فهو الخير، وإلا فسيعوضك الله خيرا، والدين لا يعدله شيء، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
نسأل الله أن يوفقك للاختيار الصحيح ، وأن يصرف عنك كل شر وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، والله الموفق.
http://dlvr.it/SW2Gzj
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق